تشهد معظم المدن العراقية تراجعاً حاداً في ساعات تجهيز الكهرباء، وصلت في بعض المناطق إلى ساعتين فقط يومياً، بالتزامن مع موجة حر قاسية تجتاح البلاد وتعرف محلياً بـ"جمرة القيظ".
وقال أحمد موسى العبادي، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، في تصريحات تابعها كلمة الإخباري إن "تراجع ساعات التجهيز ناجم عن بلوغ الطلب ذروته مع بداية تموز الحالي، في مقابل محدودية واضحة في الطاقة المنتجة".
وأشار العبادي إلى أن "الانخفاض الحاد في إمدادات الغاز الإيراني أثّر بشكل مباشر في عمل عدد من المحطات التي تعتمد كلياً على هذا المصدر، ما أدى إلى توقفها عن العمل، وتسجيل حالات إطفاء تام في بعض المناطق".
وأوضح المتحدث الرسمي أن "مستوى التأثر يختلف من محافظة إلى أخرى بحسب طبيعة المحطات وارتباطها بالوقود المستورد"، مضيفاً أن "تفاوت كفاءة شبكات التوزيع ووجود تجاوزات على الشبكة" يسهمان أيضاً في "اختلال توزيع ساعات التجهيز بين المناطق".
وأفاد سكان في بغداد ومحافظات أخرى أن أصحاب المولدات الأهلية يستغلون الأزمة برفع أسعار الأمبير الواحد إلى "مستويات عالية"، إضافة إلى تطبيق نظام "خمس ساعات تشغيل مقابل ساعة راحة"، مما يزيد من معاناة الفئات الضعيفة.
وتتفاقم الأزمة بشكل خاص لدى كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة الذين تتدهور حالتهم الصحية مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر التيار الكهربائي الكافي لتشغيل أجهزة التبريد.
ومن المتوقع أن تستمر موجة الحر المعروفة محلياً بـ"جمرة القيظ" حتى بداية شهر آب/أغسطس، وفقاً لتقارير هيئة الأنواء الجوية، مما يزيد من الضغط على شبكة الكهرباء المتهالكة في البلاد.
ويعاني العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، من أزمة كهرباء مزمنة منذ عقود، تتفاقم خلال فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية تتجاوز 50 درجة مئوية في بعض المناطق.
المحرر: حسين صباح