الثلاثاء 23 صفَر 1447هـ 19 أغسطس 2025
موقع كلمة الإخباري
إيران ترفض التغييرات "جيوسياسية" في القوقاز
متابعة - كلمة الإخباري
2025 / 08 / 18
0

جدد وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي موقف بلاده الرافض لأي تغييرات جيوسياسية في منطقة القوقاز، مؤكداً أن طهران "لا تتسامح مع أي مساس بوحدة أي دولة في المنطقة".

وأشار عراقجي في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم الدولية للأنباء، إلى العلاقات المتينة مع أرمينيا في سياق زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان المقررة إلى يريفان.

وقال الوزير الإيراني: "علاقاتنا مع أرمينيا علاقة قديمة وقوية، حيث يشكل الأرمن المقيمون في إيران حلقة وصل قوية بين البلدين، بالإضافة إلى الروابط الثقافية والتاريخية، والمصالح الاقتصادية والجيوسياسية المشتركة".

وأوضح أن "العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة شهدت تطوراً ملحوظاً، حيث تشارك الشركات الإيرانية في مشاريع كبيرة بأرمينيا، وهناك مشاريع أخرى قيد التنفيذ".

ولفت عراقجي إلى التعاون الثقافي بين البلدين، مشيراً إلى أن "اللغة الفارسية تُدرّس على نطاق واسع في أرمينيا، إذ أوجدت الحكومة قانوناً يلزم الطلاب بإتقان لغة إحدى الدول المجاورة كلغة ثانية".

وبحسب الوزير الإيراني، فإن "أكثر من 300 طالب يتعلمون الفارسية وفقاً لإحصاءات سفارتنا في يريفان، وهو رقم غير مسبوق في المنطقة".

وتطرق عراقجي إلى قضية ربط إقليم نخجوان بالأراضي الرئيسية لأذربيجان، واصفاً إياها بـ"مسألة استراتيجية حساسة تثير قلقاً إقليمياً وجيوسياسياً".

وأضاف: "ما يقلقنا هو أن يؤدي هذا الوضع إلى تغييرات جيوسياسية في المنطقة، مثل تعديل الحدود الدولية المعترف بها، أو المساس بسيادة الدول وأراضيها".

وشدد على أن إيران "أوضحت دائماً أنها لن تتسامح مع أي تغييرات جيوسياسية، وسياساتنا واضحة منذ البداية، وقد اتخذنا إجراءات تظهر جدّيتنا".

وأشار إلى أنه بعد توقيع بيان بين أرمينيا وأذربيجان، "أعرب الطرفان صراحة عن احترامهما للحدود والسيادة الوطنية لجميع دول المنطقة، وأنه لا توجد نية لتغيير أي شيء، ما خفف القلق الجيوسياسي في الوقت الحالي".

وفيما يتعلق بالتداعيات الاقتصادية، قال عراقجي: "على الصعيد الاقتصادي، قد يؤثر هذا على مسار النقل الذي يمر عبر إيران، لكنه يعتمد على جهودنا لجعل هذا الطريق أكثر جاذبية".

وأكد الوزير الإيراني أن وجود أي قوة أجنبية في المنطقة، بما في ذلك القوات الأمريكية، غير مقبول، مشيراً إلى حصول إيران على "ضمانات من الجانب الأرميني بعدم وجود أي قوات أمريكية أو شركات أمنية خاصة في المنطقة بحجة هذا الطريق".

وأوضح أن هذه المسائل ستناقش بالتفصيل خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى أرمينيا، حيث "ستُعاد مناقشة المخاوف الإيرانية مع المسؤولين الأرمينيين، مع السعي لإيجاد آلية طمأنة".

وأكد عراقجي أن "السياسة الإيرانية واضحة: عدم التغيير في الجغرافيا السياسية للمنطقة وعدم السماح لأي قوة أجنبية بالتواجد".

وأشار إلى إطار "3+3" الذي يضم دول القوقاز الثلاث: أرمينيا وأذربيجان وجورجيا، بالإضافة إلى ثلاث دول محيطة ذات مصالح في المنطقة: إيران وتركيا وروسيا.

وأوضح أن هذا الإطار "حتى الآن لم يحل جميع مشاكل المنطقة، لكنه يُعتبر منصة مهمة لتعزيز الحلول الإقليمية"، معتبراً أن حل النزاعات يجب أن يكون عبر دول المنطقة نفسها.

وأشار عراقجي إلى أن النزاع بين أرمينيا وأذربيجان قديم، وأن "دور المجموعة الأوروبية (مجموعة مينسك) قد تراجع، ما يعكس انخفاض تأثير أوروبا في القوقاز"، مؤكداً أن إيران تدعم دائماً السلام بين البلدين وتعزز الآليات الإقليمية لتحقيقه.

وبخصوص الطريق المقترح، أكد أن الأرمن "رفضوا استخدام مصطلح ممر لعدم المساس بالسيادة الوطنية"، مشيراً إلى أن الطريق سيتم إنشاؤه بواسطة تحالف أمريكي-أرميني داخل الأراضي الأرمنية، "من دون التأثير على سيادة الدولة".

المحرر: حسين صباح



التعليقات