الاثنين 28 شوّال 1446هـ 28 أبريل 2025
موقع كلمة الإخباري
العالم الأعمى.. عن غزة
سميرة لفريكي
العالم الأعمى.. عن غزة
2023 / 10 / 27
0

كيف بدأ العالم يفقد حاسة البصر وهو الذي وصل إلى قمة الذكاء الاصطناعي، الذي مكنته من رصد أصغر شيء لا تراه العين المجردة….. فما يحدث اليوم في غزة من قتل وتدمير للبنية التحتية وقطع للكهرباء والماء، في منطقة تعاني أصلا منذ أكثر من سبعة عشرة سنة الحصار من قبل الاحتلال الإسرائيلي، أصبح بمثابة عار يتحمله المجتمع الدولي والعالم.

يصمت المسؤولون الغربيون ويصمت إعلامُهم المتشدّق بمبادئ الحياد ونقل الحقيقة والمصداقية، تواطؤا وتزييفا وازدواجية للمعايير أو رضوخا لإسرائيل التي باتت مصدرا لكل خبر أو موقف، لجو بادن الرئيس الأمريكي، رغم ذلك مرّرت عليه أكذوبة أن حماس ذبحت الأطفال والنساء، قبل أن يتراجع عن ذلك لاحقا، فلا شاهد ولا إعلام يثبت ذلك حتى الإعلام الغربي. وفيما يصرف الإعلام عدساته عما يحدث في غزة، تقاوم منابر إعلامية أخرى بنقلها لألاف الصور عن الدمار الذي لحق بغزة الغارقة في دماء ألاف الشهداء والجرحى أغلبهم من النساء والأطفال.  يوميا مئات الشهداء والجرحى في استهداف منازل المدنيين، لم تستثن حتى الصحفيين وعائلاتهم، ولقد قال مراسل قناة الجزيرة “وائل الدحدوح” الذي فقد عددا من أفراد عائلته في قصف على مخيم النصيرات، الذي أوت إليه عائلته، قال مودعا أبنه وابنته وزوجته:” ينتقمون منا في أطفالنا …”، أي انتقام يطبَق على صحفيين باتوا ضحايا اليوم لألة التزييف والتعتيم وهدفا للاحتلال حيث بلغ عدد الصحفيين المغتالين في غزة منذ بدء القصف 22.

ثم يشهد شاهد من أهلها، فإسرائيل التي تبحث عمن يروج لروايتها، لا تستطيع تزييف حديث الرهينتين اللتان أطلقت سراحهما مؤخرا حركة المقاومة الفلسطينية حماس، فالأم وابنتها المفرج عنهما تتحدثان عن معاملة حسنة في الأسر، ويبدو أن ذلك يخالف ما تروج له إسرائيل بأن حماس تغتصب النساء وتذبح الأطفال.

 ورغم محاولة إخفاء الجرائم أو تزييفها تصل الصورة إلى شعوب الغرب وتهتز وتنتفض في مظاهرات شهدتها بروكسيل، باريس ولندن وحتى أواشنطن، احتجاجا على استهداف المدنيين في غزة وقتل الأبرياء، بحجة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بحسب ما تزعم به تصريحات رؤساء أمريكا، فرنسا، بريطانيا وألمانيا استعدادا لحملة انتخابية رئاسية جديدة قد يحتاجون فيها إلى عصى تنير مسارهم هذا في ظل العمى الذي أصابهم في وضح النهار، في انتظار أن يستفيق باقي العالم وخاصة من المغلوب على أمرهم.

التعليقات