قررت اللجنة العليا المختصة بالأوبئة في محافظة بغداد منع دخول المواشي إلى العاصمة قبل 14 يوماً من عيد الأضحى، ضمن حزمة إجراءات احترازية تهدف للحد من انتشار مرض الحمى النزفية الذي سجل ثلاث إصابات جديدة في منطقة النهروان.
وكشفت الجهات الصحية خلال مؤتمر صحفي عقد أمس الاثنين وتابعه كلمة الإخباري عن قلقها من تفشي المرض في المحافظات الأخرى، رغم تأكيدها أن الوضع الوبائي في العاصمة لا يزال تحت السيطرة.
وتأتي هذه الإجراءات بعد أن سجل العراق العام الماضي أكبر حصيلة للإصابات، إذ بلغت 229 حالة، بينها 36 وفاة، وفقاً لبيانات وزارة الصحة، حيث تزداد حدة المرض مع ارتفاع درجات الحرارة سنوياً.
وقال محافظ بغداد عبد المطلب العلوي مدير اللجنة العليا المختصة بالأوبئة خلال المؤتمر الصحفي: "إن بغداد شهدت ثلاث حالات إصابة بمرض الحمى النزفية في النهروان"، مضيفاً أن "اللجنة وبالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، ارتأت عقد اجتماع لمناقشة أسباب الإصابة واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية والحدِّ من انتشاره".
وأشار العلوي إلى أن الاجتماع خرج بتوصيات تشمل "تكثيف التوعية بالمرض وطرق الانتقال، لاسيما الجزْر العشوائي كون المرض ينتقل من خلال سوائل الحيوانات، إضافة إلى تفعيل طرق متابعة الجزر العشوائي بالاتفاق مع القوى الماسكة للأرض، علاوة على منع انتقال الحيوانات داخل بؤر الإصابة إلى المناطق الأخرى، والقيام بحملات توعية اجتماعية وثقافية بالوباء".
وأوضح الدكتور منتظر محمد كريم، رئيس قسم الصحة الحيوانية في دائرة البيطرة التابعة لوزارة الزراعة، في تصريح خاص أن القرار يهدف إلى منح دائرة البيطرة الفرصة لتكثيف إجراءاتها لتطويق المرض، كما تقرر تشكيل لجان متخصصة لمكافحة عمليات الذبح العشوائي التي تعتبر من أهم عوامل انتقال المرض.
من جانبه، أكد الدكتور محسن العاملي، مدير مستشفى بغداد البيطري، أن "الإصابات التي حصلت بالمرض في بغداد تحت السيطرة ولم تصل إلى مستوى وباء، بيْد أن الأمر مقلق في المحافظات الأخرى"، مشدداً على "أهمية إسناد الجهات الأمنية ممثلة بعمليات بغداد ووزارة الداخلية، من أجل القيام بحملات منتظمة للسيطرة على الوباء من خلال إيقاف الجزر العشوائي قبل حلول عيد الأضحى المبارك الذي سيشهد حركة واسعة في انتقال الحيوانات من المحافظات إلى بغداد".
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتعزيز إجراءات الوقاية من المرض عبر مكافحة نواقل العدوى مثل القراد والبعوض، وتطبيق معايير السلامة في المستشفيات، وتوفير معدات الحماية الشخصية للعاملين في القطاع الصحي، إضافة إلى تثقيف المجتمعات حول طرق الانتقال، خصوصاً في المناطق التي تعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات.
المحرر: حسين صباح