عاد التيار الكهربائي إلى معظم أنحاء إسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا وأندورا، اليوم الثلاثاء بعد انقطاع واسع النطاق، في حادثة وُصفت بأنها الأكبر من نوعها في التاريخ الحديث للمنطقة.
وصباح الثلاثاء، أعلنت شركة (آر إي إي) المشغلة لشبكة الكهرباء في إسبانيا، أنها تمكّنت من إعادة التيار إلى ما يقرب من 90 في المئة من أراضي البرّ الرئيسي للبلاد بعدما انقطعت الكهرباء عن أنحاء واسعة من شبه الجزيرة الإيبيرية.
ولفتت الشركة إلى أنه بحلول الساعة الرابعة صباحا (الثانية ت غ) عاد التيار الكهربائي بنسبة 87,37 بالمئة.
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز قد أعلن في وقت متأخر من مساء الإثنين، أنه تمت استعادة ما يقرب من 50 في المئة من الإمدادات الخاصة بالكهرباء.
بدأت الأزمة حوالي الساعة 12:30 ظهرًا، حينما تراجع الإمداد الكهربائي بشكل مفاجئ من 26,695 إلى 15,970 ميغاواط. في المقابل، لم تتأثر جزر البليار وجزر الكناري ومدينتا سبتة ومليلية، نظرًا لاعتمادها على شبكات مستقلة.
وبينما سعت شركات الخدمات إلى إعادة التيار الكهربائي، قالت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الإسبانية "ريد إليكتريكا" إن الانقطاع، الذي لم يُعرف سببه على الفور، قد يستمر ما بين ست إلى عشر ساعات. وأكد مسؤولون أن احتمال أن يكون الحادث ناجماً عن هجوم إلكتروني لم يتم استبعاده بعد.
وقد باشر كل من المعهد الوطني للأمن السيبراني والمركز الوطني للتشفير، التابع لجهاز الاستخبارات الإسباني، تحقيقاتهما في الحادثة، خاصة في ظل ازدياد الهجمات السيبرانية المرتبطة بروسيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. وفي ضوء هذه التطورات، تم تشكيل خلية أزمة برئاسة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز لمتابعة الموقف.
أما جغرافيًا، فقد أشارت التحقيقات الأولية إلى أن مصدر الخلل كان بالقرب من مدينة بيربينيان جنوب فرنسا. وفي محاولة لإعادة الوضع إلى طبيعته، بدأت شركة "ريد إليكتريكا" وشركة "رييديا" في استعادة التيار تدريجيًا شمال وجنوب شبه الجزيرة، مع التأكيد على أن عملية الاستعادة تتطلب ربط مجموعات التوليد بالشبكة بشكل تدريجي.