الأحد 3 ذو الحِجّة 1446هـ 1 يونيو 2025
موقع كلمة الإخباري
كيف صنعت فتوى الدفاع إطار الدولة الحديثة؟
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 05 / 30
0

شهدت أعمال المؤتمر العلمي الدولي السادس لفتاوى الدفاع المقدسة، المنعقد ضمن فعاليات مهرجان فتوى الدفاع المقدسة الثقافي التاسع، تقديم دراسة بحثية متخصصة تناولت الأثر الاستراتيجي لمرجعية آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني، في صون الدولة العراقية ومواجهة التحديات المصيرية التي ألمّت بها خلال الفترة الممتدة من عام 2014 حتى عام 2020.

الدراسة التي حملت عنوان "مرجعية السيد السيستاني وأثرها في الحفاظ على الدولة 2014–2020"، أعدها الباحثان الأستاذ عقيل الجنابي والأستاذة زهراء فوزي من جامعة القاسم الخضراء، وسلّطت الضوء على طبيعة الدور الذي اضطلعت به المرجعية الدينية العليا في تلك المرحلة المفصلية من تاريخ العراق، لا سيما مع اجتياح تنظيم داعش لعدة محافظات وتعرض مؤسسات الدولة لخطر الانهيار.

وقد نُظم المؤتمر تحت شعار "المرجعية الدينية حصن الأمة الإسلامية"، وبعنوان "فتاوى الدفاع المقدسة بين الماضي والحاضر: المرجعان سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) وسماحة الشيخ جعفر كاشف الغطاء (قدس سره): تشابه الأهداف واختلاف الأساليب"، وذلك بمشاركة واسعة من الباحثين والمؤسسات الأكاديمية، وبتنظيم من جمعية العميد العلمية والفكرية بالتعاون مع جامعتي الكفيل والعميد، وكلية الفقه في جامعة الكوفة.

وانطلقت الدراسة من إشكالية مركزية تمثلت في تحليل مساهمات المرجعية العليا في حماية كيان الدولة، واستندت إلى أربعة محاور بحثية شملت التعريف بشخص المرجع الأعلى، وتفصيل فتوى الدفاع المقدس، واستعراض آليات دعم المرجعية للمؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى دورها في حفظ التماسك المجتمعي ومواجهة الانقسامات الداخلية.

وفي عرضه للدراسة، أكد الأستاذ عقيل الجنابي على الخصوصية التاريخية للمرجعية الشيعية في العراق، مستعرضًا نماذج تاريخية بارزة، مثل دور الميرزا محمد الشيرازي في ثورة العشرين، بوصفها تمهيدًا لفهم أعمق للدور المعاصر الذي مثله السيد السيستاني في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية. وأشار إلى أن المرجعية، وبخطابها الوطني الجامع، تحولت إلى عنصر فاعل في استقرار الدولة ومصدر إلهام معنوي للقوات المسلحة والحشد الشعبي.

وقد أبرزت نتائج الدراسة أن المرجعية لم تقتصر على الجانب الديني والروحي، بل تجاوزت ذلك لتضطلع بدور سياسي وأمني فعّال، تمثل في دعم بنية الدولة، ومساندة الأجهزة الرسمية، وتوجيه الرأي العام، والتمسك بخطاب معتدل أسهم في ترسيخ السلم المجتمعي، في وقت كانت البلاد تمر بأصعب مراحلها.

وأكد الباحثان أن فتوى الدفاع الكفائي، التي أطلقها السيد السيستاني في صيف 2014، كانت لحظة مفصلية في مسار الأحداث، ساهمت في تعبئة جماهيرية شاملة لصد العدوان التكفيري، ومثلت خطوة تأسيسية لإعادة بناء منظومة الدفاع الوطني على أسس شعبية ومؤسساتية متكاملة.

وخلصت الدراسة إلى أن المرجعية الدينية العليا في العراق، ممثلة بالسيد السيستاني، كانت ولا تزال تمثل صمام أمان للدولة العراقية، في ظل الأزمات المتكررة التي تواجهها البلاد، وأن تجربتها في مواجهة تنظيم داعش أكدت قدرتها على تحويل القيم الدينية إلى قوة عملية لحماية الوطن.

المحرر: حسين هادي



التعليقات