تعتزم سوريا إصدار أوراق نقدية جديدة بحذف صفرين من الليرة، في خطوة تهدف لاستعادة الثقة في العملة المحلية بعد انهيارها الكبير.
وبحسب سبعة مصادر ووثائق اطلعت عليها رويترز، يأتي هذا القرار بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وفي أعقاب صراع دام 14 عاماً أدى إلى تدهور قيمة العملة بأكثر من 99%.
ويواجه المواطنون صعوبة كبيرة في المعاملات اليومية بسبب الكميات الهائلة من الأوراق النقدية ذات القيمة المتدنية، حيث يضطرون لحمل أكياس مليئة بأوراق فئة 5000 ليرة (أعلى فئة حالياً) لشراء احتياجاتهم الأساسية.
وأبلغ المصرف المركزي السوري البنوك الخاصة في منتصف أغسطس آب عن خططه لإصدار عملة جديدة مع "حذف أصفار" لتسهيل المعاملات واستعادة الاستقرار النقدي.
ووفقاً لمصرفيين ومصدر مطلع، تم الاتفاق مع شركة "جوزناك" الروسية الحكومية لطباعة الأوراق النقدية الجديدة، ويحمل هذا الإصدار دلالة رمزية مهمة، حيث يمثل تخلصاً من إرث حكم عائلة الأسد، التي تحمل صور أفرادها على الأوراق النقدية الحالية.
ومن المقرر إطلاق حملة إعلامية للترويج للعملة الجديدة قبل طرحها رسمياً في 8 ديسمبر، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بالأسد.
ومع ذلك، هناك مخاوف من أن يتسبب هذا التغيير في إرباك المستهلكين، خاصة كبار السن، في ظل غياب إطار تنظيمي واضح، كما حذر الخبير الاقتصادي كرم شعار، الذي اقترح إصدار فئات أعلى من العملة الحالية كبديل أقل تكلفة.
المحرر: عمار الكاتب