كشفت تحقيقات صحفية زيف ادعاءات متداولة على منصات التواصل الاجتماعي نسبت إلى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني دعوته رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تطبيق سلم رواتب جديد وإقرار قوانين تخدم المواطنين قبل نهاية عمر الحكومة الحالية.
وأوضحت التحقيقات أن الخبر المتداول استند إلى قالب إخباري معدل لقناة "الرشيد" الفضائية، يظهر اختلافاً واضحاً في نسق التصميم والخط عما تستخدمه القناة، إضافة إلى ضعف نحوي في الصياغة، مما يؤكد تلاعباً بمحتوى منشور سابق.
وتبين أن الصورة الأصلية المستخدمة في التلاعب نشرتها القناة في 29 سبتمبر/أيلول 2021، وتضمنت دعوة المرجعية للمشاركة في الانتخابات النيابية التي جرت في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، حيث وصفتها المرجعية بأنها "الطريق الأسلم للعبور بالبلد إلى مستقبل يرجى أن يكون أفضل".
ولم يصدر عن مكتب السيستاني أي بيان يتعلق بسلم الرواتب أو مطالبة الحكومة بإجراءات محددة في هذا الشأن، وفق ما أكدته مصادر رسمية. وكان آخر بيان للمرجعية صدر في 3 أغسطس/آب 2025، وتناول رفض استخدام صور السيستاني على لافتات وملصقات الجهات السياسية والخدمية.
ويأتي تداول هذا الخبر المزيف في وقت تتواصل فيه التحضيرات لإجراء الانتخابات البرلمانية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على وقع توترات سياسية ومجتمعية متصاعدة، أبرزها الجدل حول قرارات استبعاد أكثر من 700 مرشح من قبل مفوضية الانتخابات.
وقد صادقت المفوضية أمس الاثنين بشكل نهائي على قرار استبعاد النائب سجاد سالم من تحالف "البديل"، الأمر الذي اعتبره التحالف في بيان "استهدافاً مباشراً للقوى المدنية والوطنية"، مهدداً بإعادة النظر في مشاركته بالانتخابات "ما لم تُعالج هذه القرارات الجائرة".
وكان رئيس الوزراء السوداني قد صرح سابقاً بأن "مراجعة سلم رواتب الموظفين تستلزم مراجعة أكثر من 34 قانوناً وقراراً"، مشيراً إلى أن حكومته نفذت خطوات مهمة شملت زيادات للدرجات الدنيا والمتقاعدين من ذوي الرواتب المتدنية والعمال المضمونين.
وفي السياق ذاته، صوت البرلمان أمس على تعديل قانون التربية الذي سيزيد رواتب موظفي وزارة التربية ويمنحهم امتيازات جديدة، لكن النائب محمد عنوز أشار إلى أن القانون "تشريع فقط، ولا يمكن تطبيقه لأنه يحتوي على جنبة مالية".
المحرر: حسين صباح