الخميس 26 جمادى الآخرة 1447هـ 18 ديسمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
إسرائيل تواجه قطر وتركيا عبر صفقة الغاز المصرية
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 12 / 18
0

أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالموافقة على صفقة الغاز الكبرى مع مصر يأتي في إطار استراتيجية تهدف إلى احتواء النفوذ التركي والقطري المتصاعد في قطاع غزة، بدعم أمريكي واضح.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تعمل حالياً على تطويق تركيا من خلال ما وصفته بـ"حركة الملاقط"، مستفيدة من المكاسب التي حققتها خلال العامين الماضيين بعد حرب "سيوف الحديد" على غزة، والتي مكنتها وفق التقرير من "ضرب إيران بشكل حاسم" وإعادة صياغة الواقع الإقليمي لصالحها.

ويرتكز هذا النهج على محورين: الأول بناء تحالف إقليمي في شرق المتوسط يضم قبرص واليونان، مما يضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع تركيا كمنافس استراتيجي. 

أما المحور الثاني فيتمثل في تعزيز التعاون مع الدول العربية المعتدلة مثل مصر والسعودية والبحرين والأردن والسلطة الفلسطينية، والتي تشارك إسرائيل اهتماماً مشتركاً بمنع تعافي حركة حماس في غزة وصد المحاولات التركية والقطرية للتغلغل في القطاع.

ولفتت "معاريف" إلى أن تركيا وقطر تقدمان دعماً كاملاً لحركة حماس المنتمية لتيار "الإخوان المسلمين"، مما يشكل تهديداً محتملاً لاستقرار الأنظمة العربية المتحالفة مع إسرائيل في حال نجاح حماس في تعزيز نفوذها عبر هذين الحليفين.

وأكدت الصحيفة أن صفقة الغاز ليست مجرد اتفاق تجاري بل إعلاناً عن تفاهم استراتيجي أعمق بين تل أبيب والقاهرة، حيث تبيع إسرائيل الغاز لمصر بأسعار ميسرة دعماً لاقتصادها، بينما تتولى مصر دور القوة المهيمنة في المهام الأمنية وإعادة الإعمار في غزة، مع استخدام عائدات إعادة الإعمار لسداد فاتورة الغاز.

ورجحت "معاريف" أن هذا التحالف الناشئ يحتاج إلى غطاء أمريكي صريح، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطالب بدعم هذه التحالفات التي تهدف صراحة إلى احتواء النفوذ الإقليمي المتزايد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

من جهته، وصف نتنياهو الصفقة بأنها "الأكبر في تاريخ الدولة"، متوقعاً أن تدر على الخزينة العامة نحو نصف مليار شيكل سنوياً خلال السنوات الأربع الأولى، لترتفع تدريجياً إلى ستة مليارات شيكل سنوياً، مؤكداً أن العائدات ستستثمر في التعليم والبنية التحتية والأمن.

بدوره، أشار وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إلى أن الصفقة تمثل "لحظة تاريخية" على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية، متوقعاً أن تصل إيرادات الدولة من الضرائب والرسوم إلى 58 مليار شيكل، مع استثمارات فورية في البنية التحتية بقيمة 16 مليار شيكل.

وخلصت "معاريف" إلى أن الصفقة تعيد ترتيب خريطة النفوذ في المنطقة، حيث تسعى إسرائيل لترسيخ نفسها كقوة طاقة إقليمية تجذب الدول المجاورة، في مواجهة مشاريع الهيمنة المنافسة التي تقودها أنقرة والدوحة.

المحرر: عمار الكاتب




التعليقات