تواجه إسرائيل أزمة متصاعدة في قطاع التكنولوجيا لديها، مع تزايد وتيرة هجرة الكفاءات والمواهب، وذلك على خلفية التداعيات المستمرة للحرب في قطاع غزة التي بدأت في تشرين الأول 2023.
هذه الظاهرة باتت تشكل تهديداً جدياً للاقتصاد الإسرائيلي الذي يعد قطاع التكنولوجيا ركيزة أساسية فيه.
وتشير التقديرات إلى مغادرة حوالي 8,300 موظف من قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، ما يُمثل 2.1% من إجمالي القوة العاملة في هذا القطاع الحيوي. هذه الأرقام تدق ناقوس الخطر، حيث تُظهر أن النزاع المستمر يُؤثر بشكل مباشر على جاذبية بيئة العمل والابتكار في البلاد، يضاف إلى ذلك أن الشركات الناشئة، التي تعد المحرك الرئيسي للنمو في القطاع، تُعاني من نقص الموارد والتمويل نتيجة لهذه التداعيات.
وفي محاولة لاحتواء هذه الأزمة، أعلنت شركة "سايبرستارتس" (Cyberstarts)، وهي شركة استثمارية رائدة في مجال الأمن السيبراني، عن إطلاق صندوق استثماري جديد بقيمة 300 مليون دولار. ويهدف هذا الصندوق إلى التخفيف من حدة هجرة الكفاءات عبر تمكين الموظفين من بيع جزء من أسهمهم في شركاتهم، وهو ما يُعزز ولاءهم ويُشجعهم على البقاء في وظائفهم داخل إسرائيل.
وتمتلك "سايبرستارتس" سجلاً حافلاً من الاستثمارات الناجحة في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، فقد استثمرت الشركة في أكثر من 30 شركة ناشئة بارزة، من بينها شركات عملاقة مثل "ويز" (Wiz) و"سييرا" (Cyera)، وتُشير التقديرات إلى أن محفظة استثمارات "سايبرستارتس" تُمثل حالياً ما يقرب من 50% من السوق العالمية للأمن السيبراني، مما يبرز مدى تأثيرها ونفوذها في هذا المجال. كما شهدت "سايبرستارتس" نجاحات سابقة في بيع شركات استثمرت فيها لعمالقة التكنولوجيا مثل "غوغل" و"كراودسترايك".
المحرر: عمار الكاتب