الاثنين 26 ربيع الآخر 1447هـ 20 أكتوبر 2025
موقع كلمة الإخباري
صحيفة إسرائيلية تكشف عن صراع دبلوماسي بين القاهرة وتل أبيب
متابعة - كلمة الإخباري
2025 / 10 / 20
0

كشفت صحيفة إسرائيلية عن تفاصيل معركة دبلوماسية عنيفة تدور بين مصر وإسرائيل، محورها الرئيسي رغبة القاهرة في فتح معبر رفح بشكل دائم وقيادة عملية تهدئة وإعمار في قطاع غزة، وسط شروط مصرية واضحة لتعميق الدور الدبلوماسي المصري في المنطقة.

وذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في تقرير نشرته تحت عنوان “معركة دبلوماسية جديدة تلوح في الأفق”، أن القاهرة تسعى إلى قيادة عملية تهدئة وإعادة إعمار في غزة، مع الحفاظ على التنسيق الأمني بين الجانبين ودفع مبادرات سياسية مستقبلية قد تشمل مراحل متقدمة من الخطة الأمريكية لحل الدولتين.

وأشارت “معاريف” إلى أن مصر تشترط لتعميق مشاركتها الدبلوماسية “الامتثال الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار” وضمان مرور المساعدات الإنسانية إلى القطاع، إضافةً إلى التزام إسرائيلي بعدم تجديد العمليات العسكرية. وتشير التقديرات المصرية إلى أن معبر رفح قد يستأنف عمله جزئيًا في الأيام المقبلة.

وبحسب الصحيفة، رحّبت الرئاسة المصرية خلال قمة شرم الشيخ الأخيرة بتجديد قناة الاتصال المباشر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إشارة إلى رغبة القاهرة في استئناف الحوار على أعلى المستويات.

ورأت “معاريف” أن هذا التقارب لن يترجم إلى خطوات سياسية جوهرية قبل الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، واصفة الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها “عاجزة عن اتخاذ قرارات مصيرية” تتعلق باتفاق الوضع الدائم، في حين تؤكد مصر أهمية استمرار التنسيق الأمني والسياسي على مستوى القيادة العليا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية مصرية قولها إن القاهرة أبلغت الطرفين الأمريكي والإسرائيلي بأن أسلحة حماس في غزة تشكل “تهديداً حقيقياً لكلا الجانبين”.

وأوضح التقرير أن طرق التجارة بين مصر وإسرائيل لم تتأثر بشكل كبير رغم الحرب التي استمرت عامين، لكن التعاون الاقتصادي المخطط بين شركات حكومية مصرية ومسؤولين إسرائيليين تأجّل “لأسباب سياسية”، معرباً عن اعتقاد مسؤولين اقتصاديين مصريين بأن هذه المشاريع ستعود إلى مسارها في حال استمرار الاستقرار، ضمن جهود أوسع “لإعادة غزة إلى وضعها الذي كانت عليه قبل سيطرة حماس”.

وكشف التقرير أيضاً عن محافظة مصر على قنوات اتصال غير رسمية مع مسؤولين إسرائيليين من المعارضة، رغم عدم وجود تأثير فعلي لهذه العلاقات على الواقع السياسي في إسرائيل حالياً، مشيراً إلى أن القاهرة ترى فيها إمكانية لبناء تعاون إقليمي مستقبلي، خصوصاً مع تركيا وقطر، في حال تشكيل حكومة إسرائيلية أكثر اعتدالاً.

وأشار التقرير إلى عدم استبعاد مصر لسيناريو آخر يتمثل في إطلاق نتنياهو نفسه - في حال بقائه في السلطة - مبادرة سياسية جديدة تتماشى مع المواقف المصرية، وتمهّد لعملية تهدئة وإعادة إعمار طويلة الأمد في غزة.

وخلص التقرير إلى أن الهدف المصري الرئيسي هو استعادة الاستقرار، ومنع تجدد التصعيد، وتهيئة الظروف التي تمكّن من العودة التدريجية للحياة المدنية والاقتصادية بين إسرائيل ومصر، وكذلك بين مصر وقطاع غزة.

المحرر: حسين صباح​​​​​​​​​​​​​​​​



التعليقات