أعلنت قوى الأمن الداخلي السوري اليوم الاثنين عن اكتشاف سجن سري تحت الأرض في منطقة المخرم بريف حمص الشرقي، كان النظام السابق يستخدمه لاحتجاز وتعذيب المدنيين خلال الثورة السورية.
ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن معاون مدير منطقة المخرم، عمر الموسى، فإن اكتشاف السجن تم قبل نحو عشرة أيام خلال عمليات تفتيش وبحث قامت بها دوريات الشرطة في المنطقة بحثًا عن مواقع مشبوهة.
يحتوي السجن المكتشف على مخبأ مغلق بباب حديدي، يتضمن تجهيزات كفرش إسفنجية وأغطية صوفية، إلى جانب أدوات تعذيب كالعصي والحبال.
كما عُثر داخله على كتب ومطبوعات موجهة لـ"الفصائل المدعومة" من قبل النظام السابق. وأشار الموسى إلى أن السجن يتصل بنفق يبلغ عمقه حوالي خمسة أمتار وطوله أربعين متراً .
ويأتي هذا الاكتشاف بعد العثور على سجن تحت الأرض مماثل في منطقة زراعية قرب قرية أبو حكفة بريف حمص الشمالي الشرقي في 24 من أيلول.
وتشير إحصائيات المنظمات الحقوقية إلى أن ما يقارب 160 ألف شخص قد اختفوا قسرياً ويُعتقد أنهم أُعدموا في سجون النظام السابق.
وفي سياق متصل، كشف تحقيق لوكالة "رويترز" نُشر في 14 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عن قيام النظام السوري السابق بنقل عشرات الآلاف من الجثث من المقبرة الجماعية في منطقة القطيفة بريف دمشق إلى موقع سري جديد في الصحراء، قرب مدينة الضمير، في عملية سُميت "نقل الأرض" بين عامي 2019 و2021.
واستند التحقيق إلى إفادات 13 شخصاً شاركوا في العملية أو لديهم معرفة مباشرة بها، بالإضافة إلى تحليل صور ووثائق.
وأوضحت "رويترز" أن الموقع السري الجديد يضم ما لا يقل عن 34 خندقاً بإجمالي طول يصل إلى كيلومترين، وأن عملية نقل الجثث كانت تتم على مدار أربع ليالٍ أسبوعياً، باستخدام ست إلى ثماني شاحنات لنقل التراب والبقايا البشرية من القطيفة إلى الموقع الصحراوي.
يُذكر أنه عقب سقوط النظام في 8 من كانون الأول/ ديسمبر 2024 وتحرير البلاد بعد عملية "ردع العدوان"، تمكنت المعارضة من تحرير الآلاف من السجناء.
ومع ذلك، كان عدد السجناء المُحررين أقل من التوقعات، ما دفع العديد من الأهالي إلى تكثيف عمليات البحث أملاً في العثور على مزيد من السراديب أو السجون السرية التي قد تضم معتقلين آخرين.
المحرر: عمار الكاتب