شهدت أسعار النفط تراجعاً اليوم الأربعاء، متأثرةً بعمليات بيع واسعة النطاق في الأسواق المالية العالمية، مما سلط الضوء على تنامي المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي وتأثيره على الطلب العالمي على الوقود.
وتفاقمت هذه الضغوط بسبب صعود قيمة الدولار الأمريكي وصدور تقارير تشير إلى زيادة كبيرة في مخزونات الخام الأمريكية.
وبحلول الساعة 02:21 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.56%، مسجلة 64.08 دولاراً للبرميل، فيما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.66% إلى 60.16 دولاراً، ليواصلا بذلك خسائرهما لليوم الثاني على التوالي.
وجاء تراجع سوق النفط هذا ضمن انخفاض أوسع نطاقاً شمل أسواق الأسهم الآسيوية، التي تبعت الهبوط الذي شهدته وول ستريت، بسبب المخاوف من المبالغة في تقييمات بعض الأسهم، وخاصة تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وأدى هذا العزوف عن المخاطرة إلى تعزيز الدولار، الذي يُعد ملاذاً آمناً، مما يجعل النفط المقوم به أغلى لحائزي العملات الأخرى، وهو ما يضغط بدوره على مستويات الطلب.
وفي هذا السياق، نقلت مصادر عن معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بنحو 6.52 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي بتاريخ 31 أكتوبر، مما زاد من ضغوط البيع.
أما بخصوص المعروض، فرغم اتفاق تحالف "أوبك+" على زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يومياً في ديسمبر، وتوقفه المؤقت عن الزيادات في الربع الأول من عام 2026، يرى المحللون أن هذا التعديل لن يقدم دعماً كبيراً للأسعار على المدى القريب.
كما أن الزيادات المتفق عليها سابقاً ضمن "أوبك+" قد تم تبديدها فعلياً بسبب تراجع الإنتاج في كل من نيجيريا وليبيا وفنزويلا، مما جعل الزيادة الفعلية لمنظمة أوبك في أكتوبر لا تتجاوز 30 ألف برميل يومياً مقارنة بالشهر الذي سبقه.
المحرر: عمار الكاتب