تابعت وسائل إعلامية عربية وأجنبية، منذ أيام عدّة، الترويج لفكرة إسقاط النظام الحاكم في إيران واغتيال المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، والتي اعتبرها مراقبون أنها تدخل ضمن نطاق الحرب النفسية للتأثير على الشعب الإيراني.
وفي الوقت الذي تواصل فيه إيران تسديد ضرباتها الصاروخية الدفاعية ضد الأراضي الإسرائيلية، إلا أنّ وكالات الأنباء والصحف الأجنبية وحتى العربية ركّزت على فكرة تغيير النظام الذي تروّج له تل أبيب، بحسب ما تابعه كلمة الإخباري.
وواصل المسؤولون الإسرائيليون منذ اندلاع الهجمات على إيران، التلميح إلى احتمال اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وقالَ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب تفقده الأضرار الناجمة عن الصواريخ الإيرانية: إنّ "جميع الخيارات مطروحة، ولا أحد بمنأى عنها".
وكرّرت قناة الجزيرة الفضائية لأكثر من أربعة أيام متتالية بحسب ما أحصاه كلمة الإخباري، تساؤلها الذي تطرحه في استطلاع لمتابعيها: ماذا لو اغتالت إسرائيل خامنئي كيف ستكون ردة فعلكم؟
السؤال هذا اعتبره المراقب حيدر الجنابي: "بالون اختبار لجسّ نبض الشارع الإيراني وحتى الشعوب المؤيدة للهجمات الإيرانية على إسرائيل".
وقال في حديثه لكلمة الإخباري: إنّ "مثل هذه السياسة الإعلامية برزت واضحة في أعقاب الحرب التي شنتها إسرائيل على إيران، حيث بدأت بقصف المنشآت الحيوية الإيرانية؛ ولم يكن مثل هذا التساؤل عن اغتيال السيّد الخامنئي متداولاً إلا بشكل قليل وبين فترة وأخرى، في حين زادت منه وسائل الإعلام خلال الأيام الأخيرة".
وأشار الجنابي إلى أنّه "يظهر بأن وسائل الإعلام التي تتبع أجندات صهيونية وأمريكية تحاول زرع مثل هذه الفكرة للتأثير النفسي على الإيرانيين بالدرجة الأولى".
في حين قال الصحفي نمير الخفاجي لكلمة الإخباري: إنّ "موقف الإيرانيين حتى الآن متضامن مع ما تقوم به القوات العسكرية الإيرانية من هجمات دفاعية على إسرائيل".
وأضاف بأنّه "حتى الإيرانيين المعارضين في الوقت السابق للحكومة الإيرانية، نجد كثيراً منهم غيّر من موقفه خلال الظرف الحالي، ورأى بأن هذه الحرب تستهدف إيران بأكملها وليس النظام الحاكم".
ورفض مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي لاريجاني، يوم الخميس، أي حديث عن استسلام إيران ووصفه بأنه "خطأ فادح".
كما حذّر مجلس صيانة الدستور الإيراني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن "أي خطأ في حق إيران سيُقابل بردٍّ قاسٍ".
وقال: إن "أي هجوم يستهدف المرشد الأعلى سيُشعل فتيل طوفانٍ يُغرق داعميه في مزبلة التاريخ".
في حين رأت الصحفية نرجس باجوغلي في تحليل لها نشرته صحيفة (تايم)، أن "فكرة تغيير النظام الحاكم واستهداف المرشد الإيراني خاطئة، بل وسيؤدي التغيير لو حصل فعلاً إلى كارثة".
وقالت في تحليلها الذي ترجم كلمة الإخباري مقتطفات منه: إن "إيران ليست سوريا أو ليبيا أو العراق، فلو حاولت الولايات المتحدة الأمريكية فعلاً التدخل لتغيير النظام الإيراني، فمن المرجع أن تكون النتائج أكثر كارثية من حربها على العراق عام (2003)".
وتابعت بأن "حرب العراق أودت بحياة أكثر من (1.2) مليون شخص، وشرّدت أكثر من (9) ملايين آخرين، وأسهمت بظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة".
كما كتب المؤلف والكاتب الإيراني حميد دباشي مقالاً في إزاء تطور الأحداث في بلاده قائلاً: إن "شعب إيران، على اختلاف عقائده وتوجهاته السياسية، يعتبر أرض أجداده أثمن وأغلى من حياته، وهي ملك لجميع المواطنين ولأمتنا بأكملها".
وتابع أن "شعبنا المثقف والمتمدن يرى ويميز أصدقاءه وأعداءه بوضوح. ومن هذا الاختبار التاريخي أيضًا، سيخرج هذا الشعب مرفوع الرأس ومنتصراً"، مضيفاً أن "وحدة الأراضي الإيرانية واستقلال شعب إيران وسيادته الوطنية هي منارة طريق ماضي وحاضر ومستقبل أمتنا وثقافتنا وحضارتنا".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ردّ على سؤال بشأن إذا اغتالت إسرائيل المرشد الإيراني: "لا أريد حتى أن أناقش احتمال إمكانية حدوث هذا الأمر".
المحرر: سراج علي