الاثنين 23 جمادى الآخرة 1447هـ 15 ديسمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
ظريف: إسرائيل تتحكم بالقرار الأميركي والحوار أقل كلفة من الحرب
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 12 / 15
0

حذّر وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف من تنامي الدور الإسرائيلي في التأثير على القرار الأميركي إزاء قضايا الشرق الأوسط، مؤكداً أن فقدان واشنطن لاستقلالية موقفها يسهم في تعقيد الأزمات ورفع كلفة أي صدام محتمل على جميع الأطراف، داعياً إلى اعتماد الحوار بوصفه خياراً أقل كلفة من المواجهة.

وقال ظريف، في مقابلة تلفزيونية: إن إيران لا تبدي أي رغبة في الدخول بمفاوضات مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مشيراً إلى أن التجارب الماضية أثبتت، بحسب وصفه، عدم جدوى هذا المسار في ظل غياب الالتزام الأميركي بالاتفاقات.

وأوضح أن الولايات المتحدة أخفقت خلال جولات تفاوض سابقة في الوفاء بتعهداتها، ما أفقد أي عملية تفاوضية مقبلة مقومات الثقة اللازمة لنجاحها، مؤكداً أن طهران جرّبت الدبلوماسية والحوار في أكثر من محطة، لكنها واجهت سياسات ضغط وتصعيد بدلاً من ذلك.

وشدد ظريف على أن إيران ترفض التفاوض تحت التهديد، مؤكداً أن أي مسار سياسي مستقبلي يجب أن يستند إلى الاحترام المتبادل والالتزام الصريح بالاتفاقات الدولية، معتبراً أن العودة إلى التفاوض مع إدارة ترامب لا تخدم المصالح الإيرانية في ظل غياب ضمانات حقيقية.

وفيما يتعلق بالبرنامج النووي، أوضح ظريف أن بلاده لم تكن بحاجة فنية إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، لافتاً إلى أن هذه الخطوة جاءت لإيصال رسالة سياسية مفادها أن سياسة الضغط لا يمكن أن تدفع إيران إلى التراجع أو الخضوع.

وأشار إلى أن الحرب التي اندلعت لاحقاً كان من الممكن تفاديها، مؤكداً أن البديل الوحيد لغياب أي اتفاق هو مواجهة مكلفة للجميع. وأضاف أن إيران لم تنخرط في ما وصفه بـ”اللعبة الأميركية”، بل جرى إدخالها إلى “لعبة المقاومة”، التي لا تحقق مكاسب لواشنطن، محمّلاً إسرائيل مسؤولية دفع الطرفين نحو هذا المسار.

وأكد ظريف أن إسرائيل تمارس دوراً مباشراً في توجيه السياسة الأميركية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة بدأت تدرك هذه الحقيقة مع تطورات حرب غزة. واعتبر أن جوهر مشكلة المنطقة، قبل الثورة الإسلامية وبعدها، يتمثل في الكيان الصهيوني القائم على التوسع والاحتلال وسياسات الفصل العنصري، على حد تعبيره.

وأضاف أن صورة إيران في الغرب تغيّرت، موضحاً أنه قبل عامين كانت تُقدَّم على أنها العقبة الكبرى أمام السلام، بينما لم يعد اسمها يُذكر اليوم في النقاشات ذاتها.

وفي جانب آخر، قال ظريف إن الولايات المتحدة باتت تقلّد التكنولوجيا العسكرية الإيرانية، ولا سيما الطائرات المسيّرة، مستشهداً بتقارير تحدثت عن إنتاج واشنطن نماذج تحاكي المسيّرات الانتحارية الإيرانية.

كما وجّه انتقادات للموقف الأوروبي، معتبراً أن أوروبا وافقت عملياً على الانسحاب غير القانوني لترامب من الاتفاق النووي، وفشلت في توفير آلية اقتصادية تحمي التعاون مع إيران.

وختم ظريف بالقول إن خيار المواجهة يفرض كلفة باهظة على الجميع، مؤكداً أن إيران لم تبدأ الحرب، لكنها دفعت ثمناً كبيراً، ما يجعل الحوار أقل ثمناً من الصدام. 

المحرر: حسين هادي



التعليقات