الجمعة 18 ربيع الأول 1447هـ 12 سبتمبر 2025
موقع كلمة الإخباري
من هي الدولة العربية المحصنة من هجمات إسرائيل الجوية؟
بغداد - كلمة الإخباري
2025 / 09 / 12
0

أثارت الغارة الإسرائيلية الأخيرة على قطر تساؤلات حول مدى قدرة سلاح الجو الإسرائيلي على التوغل في باقي الدول العربية، وحصانة هذه الدول وقدرتها على التصدي. 

وتوضح مجلة "Military Watch" المتخصصة بالتحليلات العسكرية أن الجزائر محصنة بشكل جيد ضد أي هجمات محتملة من قبل إسرائيل، ويرجع ذلك إلى منظومات التسليح المتطورة التي حصلت عليها من روسيا والصين. 

وبينت المجلة أن إسرائيل، رغم نجاحها في تنفيذ ضربات جوية متعددة في سوريا ولبنان واليمن وقطر، إلا أنها تعتمد في قدرتها العسكرية على ضعف دفاعات خصومها أكثر من تفوقها التقني الذاتي.

فالأسطول الجوي الإسرائيلي لا يزال يعتمد بشكل أساسي على طائرات قديمة من طرازي F-15 وF-16، والتي تفتقر إلى أحدث تقنيات الرادار والاختراق الإلكتروني، بينما يقتصر عدد الطائرات الحديثة من طراز F-35 على عدد محدود نسبيًا.

وفي هذا السياق، تبرز الجزائر كاستثناء فريد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث اعتمدت استراتيجية دفاعية مستقلة منذ بداية العقد الماضي بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا عام 2011، الذي عرّضها لوعكة أمنية حادة وأظهر مخاطر الاعتماد على دفاعات ضعيفة أمام الضربات الجوية الخارجية. 

ومنذ ذلك الحين، استثمرت الجزائر بكثافة في بناء شبكة دفاع جوي متكاملة ومتطورة، مستوردةً من روسيا والصين، بدءًا من أنظمة الرادار المتقدمة، مرورًا بصواريخ أرض-جو بعيدة المدى، وصولًا إلى أسطول مقاتلات حديثة، كلها خالية من القيود السياسية أو التقنية التي تفرضها الدول الغربية على حلفائها.

ويتكون العمود الفقري للدفاعات الجوية الجزائرية من أنظمة صواريخ أرض-جو بعيدة المدى: S-300PMU-2، S-400، والصينية HQ-9، وأسطول كبير يضم أكثر من 70 مقاتلة روسية من طراز Su-30MKA، ومقاتلات التفوق الجوي الحديثة الروسية Su-35، وأنظمة دفاع جوي متوسطة المدى مثل BuK-M2 الروسية، ومقاتلات MiG-29M الروسية.

وبالتالي، تُشكل هذه الشبكة الدفاعية تحديًا فريدًا من نوعه في المنطقة أمام أي هجوم محتمل من إسرائيل أو تركيا أو دول الغرب، حيث تعتمد الجزائر في متوسط قدراتها على طائرات مقاتلة أحدث بعقود من نظيراتها الإسرائيلية أو التركية. 

في المقابل، تبقى معظم الدول العربية معتمدة على أنظمة غربية محدودة القدرات وخاضعة لقيود سياسية وتقنية صارمة. كما أن الأكواد البرمجية لتلك الأسلحة مقيدة من قبل الغرب، حيث تمنع استخدامها ضد مصالحها، ما يضمن حرية العمل للضربات الجوية الغربية والإسرائيلية والتركية ضد دول في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

المحرر: عمار الكاتب




التعليقات