كشف تقرير نشره موقع "ynet" الإسرائيلي، نقلاً عن وكالة رويترز، أن إسرائيل وسوريا تحافظان على اتصالات مباشرة وتعملان على خفض التوترات والاشتباكات على الحدود، عبر قناة سرية تم فتحها عبر وسطاء منذ سقوط نظام الأسد.
وذكرت رويترز أن المحادثات تدور "في الوقت الراهن حول منع الحرب"، وأن هذه الاتصالات قد تمهد الطريق أمام تفاهمات سياسية أكثر شمولاً، وذلك في ظل ضغوط أمريكية على الطرفين.
وأكد خمسة مصادر مطلعة لوكالة رويترز أن البلدين أجريا في الأسابيع الأخيرة محادثات وجهاً لوجه في محاولة لخفض التوترات ومنع الاشتباكات على الحدود، في تطور تصفه الوكالة بأنه كبير في العلاقات بين البلدين.
وبحسب مصدرين سوريين ومصدرين غربيين، فقد تم فتح قناة سرية عبر وسطاء منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، حيث تحث الولايات المتحدة دمشق على إقامة علاقات مع إسرائيل بينما تخفف إسرائيل من هجماتها في سوريا.
وكشفت رويترز أن من يقود المحادثات من الجانب السوري هو أحمد الدالاتي، وهو مسؤول أمني كبير تم تعيينه محافظاً لمحافظة القنيطرة بعد سقوط الأسد، ويتولى أيضاً مسؤولية الأمن في محافظة السويداء في جنوب سوريا.
ولم تذكر رويترز هوية الممثلين الإسرائيليين المشاركين في المحادثات، لكن مصدرين قالا إنهم من أفراد الأمن، وقالت ثلاثة مصادر إن عدة جولات من اللقاءات وجهاً لوجه عقدت في منطقة الحدود، بما في ذلك في الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.
ورغم أن المحادثات المباشرة تركز على الأمن وتهدف إلى منع الصدامات والحد من التوغلات الإسرائيلية في القرى القريبة من الحدود، فإن مصدرين قالا إنها قد تمهد الطريق أمام تفاهمات سياسية أكثر شمولاً.
وقال أحد المصادر للقناة السرية: "في الوقت الحالي، فإن الأمر يتعلق بالسلام، أو في الواقع، منع الحرب، وليس بالتطبيع".
وأكد الرئيس السوري أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) في وقت سابق من الشهر الجاري وجود محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، قال إنها تهدف إلى تهدئة التوترات، بعد أن ذكرت رويترز أن الإمارات تتوسط في مثل هذه المحادثات.
وبحسب التقرير، فإن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الجولاني في الرياض قبل نحو أسبوعين، أعطى إشارة للحكومة الإسرائيلية بضرورة العمل على التوصل إلى تفاهمات مع الزعيم السوري، بما يتوافق مع السياسة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط.
وأشار ترامب بعد الاجتماع إلى أن الجولاني مستعد في النهاية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنه أضاف أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، فيما لم يرد الرئيس السوري على تصريح ترامب، وقال بدلاً من ذلك إنه يؤيد العودة إلى شروط اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974.
ولم ترد إسرائيل وسوريا على تقرير رويترز حول هذه المحادثات.
المحرر: حسين صباح