الأحد 3 ذو الحِجّة 1446هـ 1 يونيو 2025
موقع كلمة الإخباري
مسؤول أممي يصف توزيع المساعدات في غزة بـ "الإذلال الجماعي"
متابعة - كلمة الإخباري
2025 / 05 / 31
0

وصف أجيث سونغاي، ممثل مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الآلية الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة بأنها "إذلال جماعي" يفاقم معاناة الفلسطينيين المحاصرين منذ أكثر من 20 شهراً.

في مقابلة مع وكالة الأناضول بجنيف، كشف سونغاي أن "مؤسسة غزة الإنسانية" الإسرائيلية الأمريكية، المسجلة في سويسرا والمرفوضة أممياً، بدأت قبل أيام توزيع مساعدات شحيحة في مناطق محدودة بجنوب ووسط القطاع، في محاولة لإجبار السكان على إخلاء شمال غزة.

وأكد المسؤول الأممي أن "الوضع في غزة مأساوي لدرجة يصعب وصفها بالكلمات؛ هناك مجاعة واضحة، وسكان يعانون من سوء تغذية ظاهر للعيان في ظل قصف مستمر، وفي خضم هذه المعاناة نجد خطة توزيع مساعدات بها مشاكل جوهرية".

وأوضح سونغاي أن المخطط الأمريكي الإسرائيلي فشل بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة أحد مراكز التوزيع جنوب القطاع، فأطلق الجيش الإسرائيلي النار عليهم، ما أسفر عن مقتل 3 مدنيين وإصابة نحو 50 آخرين.

وانتقد المسؤول الأممي بشدة هذه الآلية، قائلاً: "أبلغنا القائمين على المؤسسة، وكذلك السلطات الإسرائيلية، أن هذا النظام غير مستدام، وبه عدة مشاكل جوهرية، بدءاً من مبدأ الحياد، مروراً بالاستقلالية والإنصاف، وانتهاءً بمخاطرها العملية".

ووصف سونغاي المشاهد الصادمة للمدنيين المتزاحمين خلف الأسلاك الشائكة في طوابير مذلة للحصول على الطعام بأنها "تعكس واقعاً مريراً لا يمكن قبوله"، مضيفاً: "ما رأيناه يوم 27 مايو من فوضى ومعاناة هو نتيجة مباشرة لهذا النظام المختل. الناس يموتون جوعاً، وباتوا يندفعون بشكل يائس نحو أي شيء يمكنهم الحصول عليه. هذا ليس توزيع مساعدات، بل إذلال جماعي".

وكشف المسؤول الأممي أن الأمم المتحدة رفضت المشاركة في هذه الآلية، موضحاً: "لقد أوضحنا موقفنا بجلاء، هذا النظام لا يمكن أن يكون مستداماً ولا يلبي احتياجات الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن سكان غزة أنفسهم يرفضون هذه الخطة.

وحذر سونغاي من أن إسرائيل تمارس سياسة تجويع متعمدة بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية منذ 2 مارس الماضي، ما أدى إلى تهجير نحو 900 ألف شخص إلى "زوايا ضيقة تشكل 20% فقط من مساحة القطاع، حيث لا مياه نظيفة، ولا طعام كاف، ولا حتى مستشفيات آمنة".

وناشد سونغاي المجتمع الدولي للتحرك الفوري، قائلاً: "تجويع المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ويجب أن يتوقف فوراً"، مؤكداً أن "هذه الحرب يجب أن تتوقف".

يُذكر أن العديد من الدول والمؤسسات الإنسانية الغربية أعلنت معارضتها لآلية عمل "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تُطرح كبديل عن وكالة "الأونروا" التي حظرتها إسرائيل مؤخراً.

المحرر: حسين صباح​​​​​​​​​​​​​​​​



التعليقات