نفت قوات الدعم السريع في السودان، عبر مسؤول لها، صحة التقارير التي تتحدث عن تجنيدها لمرتزقة كولومبيين للقتال في صفوفها، واصفة إياها بأنها "كاذبة".
وجاء هذا النفي ردا على تحقيق لوكالة فرانس برس كشف عن شبكة تجنيد عابرة للحدود، تمتد من كولومبيا إلى دارفور في السودان، حيث يقاتل مئات الجنود الكولومبيين السابقين إلى جانب قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش السوداني التي اندلعت قبل أكثر من عامين.
وأوضح تحقيق الوكالة، الذي اعتمد على مقابلات مع مرتزقة وأسرهم ووثائق وسجلات تحديد المواقع الجغرافية، أن المقاتلين الكولومبيين انتقلوا إلى السودان عبر طرق في ليبيا والصومال، بعد وعود برواتب تصل إلى 4000 دولار شهريا، أي ما يعادل ستة أضعاف معاشاتهم العسكرية.
وأبرز التقرير وجود هؤلاء المقاتلين في أسوأ معارك دارفور، مستندا إلى مقاطع فيديو جرى التحقق منها. كما أشار إلى أن المهمة الأصلية لهذه الشبكة كانت تجنيد 2500 رجل لصالح الدعم السريع.
وفي تطور ذي صلة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات مطلع ديسمبر الجاري على أربعة كولومبيين وشركاتهم لدورهم المزعوم في هذه الشبكة.
وربطت واشنطن بشكل مباشر بين الدعم الكولومبي وسيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، أواخر أكتوبر الماضي، وسط تقارير عن عمليات قتل جماعي واختطاف.
وأظهرت مقاطع فيديو، تحققت منها فرانس برس، وجود مقاتلين كولومبيين في الفاشر وحولها خلال المعارك، وقالت جماعة موالية للجيش إن حوالي 80 كولومبيا شاركوا في حصار المدينة منذ أغسطس.
كما ظهر كولومبيون في لقطات وهم يتجولون بسيارات بين أنقاض مخيم "زمزم" للنازحين في دارفور، الذي شهد هجوما في أبريل الماضي أسفر عن مقتل أكثر من ألف مدني ونزوح مئات الآلاف.
المحرر: عمار الكاتب