أكد أستاذ العلوم السياسية خالد العرداوي أن نجاح القمة العربية في بغداد لا يقاس بمستوى التمثيل الرسمي للدول المشاركة، بل بمخرجاتها وما يتبعها من التزامات سياسية حقيقية.
وقال العرداوي في تصريحات لـ "بغداد اليوم" وتابعها كلمة الإخباري: "نجاح القمم لا يُقاس فقط بمستوى التمثيل، بل بما تخرج به من مخرجات وما يتبعها من التزامات سياسية حقيقية"، مشيراً إلى أن قمة بغداد يجب أن تُقيّم من حيث المضمون لا البروتوكول.
وأوضح أن ضعف التمثيل الرسمي لا يعني بالضرورة أن القمة فاشلة أو عديمة الجدوى، مضيفاً أن "القادة الذين لم يحضروا ربما رأوا أن القضايا الكبرى قد استُنفدت خلال القمة الطارئة في القاهرة، التي عُقدت في أعقاب تصعيد غزة، فضلاً عن الاجتماعات المنفصلة التي جمعت دول الخليج مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وعزا العرداوي غياب عدد من القادة العرب عن قمة بغداد إلى ما أسماه "الإرهاق الدبلوماسي" الناتج عن التحولات المتسارعة في المشهدين العربي والدولي، وتوالي القمم والمؤتمرات، مما انعكس على مستوى التمثيل الرسمي.
ورغم هذا الغياب النسبي لـ"الصف الأول"، وصف العرداوي القمة بأنها "مهمة للغاية"، بالنظر إلى الظرف الإقليمي الحرج، والحاجة إلى استمرار الحوارات العربية، سواء على المستوى الثنائي أو الجماعي، لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتشابكة.
وأكد أن "استدامة الحوار العربي ضرورة، وليست ترفاً سياسياً"، معتبراً أن قمة بغداد، بصرف النظر عن تمثيلها الرسمي، قد تكون فرصة لإعادة نسج العلاقات العربية عبر قنوات متعددة، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى بناء موقف عربي موحد في ظل التحولات الدولية المتسارعة.
وجاءت قمة بغداد وسط تقاطعات حادة بين الملفات العربية، من انهيار الوضع الإنساني في غزة، إلى تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، مروراً بالأزمة السورية وتفاقم النفوذ الإيراني والتركي في المنطقة.
المحرر: حسين صباح