أشاد الملوك والرؤساء العرب المشاركون بالقمة العربية المنعقدة في بغداد، يوم السبت، بالمبادرات التي طرحها العراق، مؤكدين أنها ركيزة مهمة لإحداث نقلة نوعية في مسيرة العمل العربي المشترك.
وخلال كلماتهم الخاصة في قمة بغداد التي تابعها كلمة الإخباري، ثمنوا للعراق "استضافة هذا الحدث العربي الهام"، معربين عن تقديرهم "للتقدّم العراقي في مسار التنمية الاقتصادية، والدور الفاعل الذي يضطلع به في دعم قضايا الأمة وتعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات".
وأطلق العراق في ختام القمة، عدة مبادرات في مقدمتها إنشاء الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار من آثار الأزمات.
وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن التبرع بمبلغ (40 مليون دولار) إلى الصندوق، تخصّص منها (20 مليون دولار) لدعم الجهود الإنسانية، و(20 مليون دولار) لدعم جهود إعادة الإعمار في لبنان.
كما بادر العراق إلى "دعم الشعب السوري"، مؤكداً "دعمه للانتقال السياسي الشامل في البلاد، وبناء نظام ديمقراطي يضمن الحقوق والحريات، إلى جانب الدعوة لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى إعادة إعمار سوريا، وتسهيل عودة النازحين واللاجئين بشكل آمن وكريم".
كما طرح العراق مبادرة لتعزيز إنتاج الحبوب في المنطقة من خلال سياسات زراعية ومائية مدروسة، ترتكز على البحث العلمي والتخطيط المستدام لضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة.
وفي المجال التكنولوجي، قدّم مبادرات رائدة في الذكاء الاصطناعي، شملت إنشاء مركز عربي متخصص يُستضاف في بغداد، وإطلاق مبادرة للبحث العلمي والتقنيات المتقدمة، بما يسهم في تعزيز الأمن الرقمي والتنمية المعرفية وفق ضوابط أخلاقية تراعي خصوصية المجتمعات العربية.
كما اقترح العراق تشكيل تحالف عربي لحماية الموارد المائية، لمواجهة تحديات شح المياه وتغير المناخ، وضمان حقوق الدول العربية المائية في إطار الأمن القومي العربي.
وفي الشأن البيئي، أعلنت الحكومة عن مبادرة عربية لمواجهة التغير المناخي، انطلاقاً من الواقع البيئي العربي، إلى جانب إطلاق مركز لحماية البيئة من مخلفات الحروب؛ بهدف دعم الدول المتأثرة بالنزاعات المسلحة في إزالة الألغام والمخلفات الحربية.
في حين طرح مقترحاً بإنشاء مركز عربي لمكافحة الإرهاب ومنع التطرف العنيف يتخذ من بغداد مقراً له، مع توفير التمويل اللازم لتأسيسه ودعمه، إلى جانب الدعوة إلى إنشاء غرفة تنسيق أمني عربي مشترك، تُعنى بتوحيد الرؤية الأمنية لمواجهة التحديات الإقليمية.
وتعددت المقترحات والمبادرات لتشمل "إنشاء مركزين متخصصين في مكافحة المخدرات والجريمة المنظمة، انطلاقاً من الحاجة الملحة لتعزيز قدرات الدول العربية في مواجهة هذه الظواهر العابرة للحدود".
وفي المجال الثقافي والاجتماعي، دعا العراق إلى تأسيس مجلس عربي للتواصل الشعبي والثقافي لتعزيز التفاهم بين الشعوب العربية وتوثيق روابط الأخوة.
من جهتهم أكد ملوك ورؤساء الدول العربية بأن "المبادرات العراقية تمثل رؤية شاملة لمعالجة التحديات المشتركة، وتُعد انطلاقة حيوية نحو تطوير آليات العمل العربي الجماعي في سبيل تحقيق التنمية والاستقرار والرفاه لشعوب الأمة.
المحرر: سراج علي