تجري في بغداد على قدم وساق، الاستعدادات الخاصة لانعقاد القمة العربية، التي يعدّها كثيرون حدثاً عربياً مهماً لمناقشة الملفات والقضايا الهامة بين الزعماء والقادة العرب.
ولم يتبقَ سوى (20 يوماً) على انعقاد هذا الحدث العربي الكبير كما تصفه حكومة بغداد، التي بعثت ممثلين لها للدول العربية؛ من أجل تسليم رسائل الدعوة للمشاركة.
وسلّم وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، يوم السبت، رئيس مجلس السيادة السوداني، دعوة رسمية لحضور القمة العربية.
كما سبق وأن سلّم دعوات لعدد من القادة ورؤساء الدول، وكذلك فعل وزير الخارجية فؤاد حسين.
فرصة تعزيز دور العراق الإقليمي
واعتبر عضو مجلس النواب كاظم الطوكي، انعقاد القمة العربية في بغداد "فرصة مهمة لتعزيز دول العراق الإقليمي".
الطوكي قال في تصريحاته للصحفيين: إنّ "اختيار العراق لاستضافة القمة العربية يُعد مؤشراً إيجابياً على استقراره الأمني، خصوصاً في ظل ما تروّج له بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية بشأن عدم استقرار البلاد".
وتابع أن "حضور رؤساء الدول العربية في بغداد يعدّ رسالة واضحة تعكس الثقة المتزايدة بالوضع العراقي" بحسب قوله.
كما أشار إلى أن "انعقاد القمة في العاصمة العراقية يحمل بعداً دبلوماسياً وسياسياً مهماً، ويعزّز من دور العراق في المنطقة بعد سنوات من الغياب عن استضافة مثل هذه المحافل".
وأوضح أيضاً أن "المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة، وما تشهده من تحديات في غزة ولبنان وسوريا، تجعل من القمة مناسبة مهمة لطرح ملفات سياسية وأمنية واقتصادية حيوية"، مشدداً على أن "مخرجات القمة سيكون لها أثر إيجابي على العراق، سواء في الجانب الأمني أو الاقتصادي".
وأبدت جامعة الدول العربية التي أرسلت وفداً إلى بغداد مطلع العام الجاري، ارتياحاً كبيراً لانعقاد هذا الحدث الاستثنائي.
ووفقاً لما صرّح به الأمين العام المساعد لرئيس الجامعة العربية حسام زكي، فإن "وفد الجامعة وجه الشكر لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني؛ على الاهتمام الرفيع من جانب الحكومة العراقية لاستضافة قمة عربية ناجحة، وتسخير الإمكانات كافة التي تحتاج إليها لكي تكون على مستوى توقعات الدول الأعضاء".
وأكد أن "الجامعة حرصت على تسخير جميع الجهود والخبرات اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة من القمة".
كما عرض زكي خلال لقائه وزير الخارجية فؤاد حسين "التجارب والخبرات السابقة؛ بغية تسهيل مهام اللجان الفنية المتخصصة المشكّلة من قبل الحكومة للإشراف على الجوانب التنظيمية".
قمة بغداد.. رسائل اطمئنان كبير
وفي الوقت الذي تستمر فيه جهود الحكومة لاستضافة القمة، أكد بيان للخارجية تلقاه كلمة الإخباري أن "بغداد تستعد لاحتضان هذا الحدث على مختلف المستويات، بما في ذلك البنية التحتية، والمرافق الفندقية، والخدمات اللوجستية" لضمان استضافة الحدث بأفضل صورة "تعكس مكانة العراق ودوره العربي والإقليمي".
ويرى مراقبون أن انعقاد القمة العربية في بغداد "يبعث رسائل اطمئنان إقليمية وعالمية، والتي تسهم في كسر الحواجز وتغيير الصورة النمطية عن البلد، لاسيّما في ظل تحسّن الأوضاع الأمنية".
وخلال الاجتماع الدوري للمجلس الوزاري للأمن الوطني، الذي ترأسه القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فقد أكد على "جاهزية بغداد لاحتضان هذا الحدث".
ووفقاً لبيان لمكتب السوداني تلقاه كلمة الإخباري، شهد الاجتماع "مناقشة الاستعدادات الجارية لاستضافة القمة المؤمل انعقادها ببغداد في السابع عشر من شهر أيار المقبل، حيث تم استعراض آخر التحضيرات الخاصة بهذا الحدث المهم".